...أجراس المشرق...فلتُقلَعْ

Publié le par Campus-j

...أجراس المشرق...فلتُقلَعْ

يبدو العنوان صادماَ حقاَ ولكن الأرقام والإحصاءات التي تتوالى عن هجرة المسيحيين من الشرق أو تهجيرهم القسري تكاد تكون مرعبة، حيث أصبحوا مهددين بالزوال وخاصة في العراق وسورية. إن تكلمنا عن الشرق الأوسط عموماَ حيث تواجد المسيحيون منذ أكثر من ألفي سنة، فهي الأرض التي خرج منها السيد المسيح، وبسبب الأوضاع المزرية في العراق والحرب الدائرة في سورية منذ خمسة أعوام كانت آليات التكيف والبقاء للأقلية المسيحية صعبة ان لم نقل مستحيلة وذلك لعدة أسباب منها الحرب والوضع الإقتصادي. و يبدو ان السبب الرئيسي هو ظهور جماعات متطرفة أصبحت تهدد و تسيطر وترتكب جرائم تجعل جميع من يشهدها يسارع إلى تأمين حياة آمنة في أماكن لجوء. هذه الحياة الآمنة نظريا قد تكون صعبة لا بل بائسة ولكنها تحافظ على روحه وحياة أطفاله.

فالمجازر التي ارتكبها تنظيم داعش وأخواته في الفترة الأخيرة، وأهمها في الموصل والحسكة شمالي سورية طرحت العديد من الأسئلة، فلماذا المسيحي يفر هارباَ من الغزاة ولا يدافع عن أرضٍ جذوره فيها موغلة في القدم، أم أن رغبة الحياة أقوى من رغبة الموت لديه ؟

إن واقع الحال ينبئ بانقراض المسيحية من هذه المنطقة بسبب الصعوبات والمآسي التي جابهتها وتجابهها، رغم أنها ليست من أصعب الظروف التي مروا بها خلال الألفي سنة الماضية. ولكن الإنسان في القرن الواحد والعشرين قد فتحت له أبواب وسهلت التكنولوجيا الكثير من المعوقات وبالتالي لم يعد يتحمل التهميش والظلم والإعتداء.

قد نكون متشائمين ولكن يبقى الأمل بأن تعود أجراس المشرق لتقرع من جديد لا تُقلع، والعلم عند الله.

Adham HALLAK, FSR

Commenter cet article