كلمات ليست كالكلمات

Publié le par Campus-j

كلمات ليست كالكلمات

و أمّا إِكرام الكلماتِ أن تدمعَ عيناكِ وجلاً..!

و في حضرتِها،

قد يملأُ إكسيرُ الحبِّ ابريقَ جمالٍ من عينيكِ،أو ربّما أكثرْ...

لا لومَ عليهِ ما دامتْ عيناكِ أعظمَ آهٍ؛

آهٌ منكِ ما أجملكِ !

 مقدّسةٌ أنتِ قدسيّةَ حبٍّ،

آه منْ تلكَ القدسيَّاتْ..!

عيناكِ و الكلماتْ؛

و لكنّي للأسفِ أقولُ، ما عادتْ تغريني كلماتٌ أضحتْ مشروعة ، 

و أنا من ذلكَ لا أبْغي إلّا أنتِ و أنَا، و أنا و أنتِ...

قدْ فرَّقَ نَحْوٌ ملعونٌ بينهُما، لكنْ في نحوي سَيَّانَ؛

جسدٌ واحدْ،

و كفى بالعشقِ كفيلاً لأحرِّكَهُ

مُبتَدأً مضموماً بالضمِّ ما بينَ الأحضانِ،

و ما همّني نحوٌ أو صرفٌ أو كلّ بلاهاتِ الإعرابِ...

ثمّ ما الدّاعي لتكونَ كلماتُكِ عابرةً  دونَما ولهٍ،

و عيناكِ كالفردوسِ جمالاً مثلاً  !؟

استبدلتُ سذاجَتَها بالقبلِ المجنونةِ،

استفردُ و شفتاكِ بها

أصدقُ إنباءً والله..!

تتكلّم كلَّ لغاتِ الأرضِ و ربَّما أكثرْ...

 تقولُ ما خَفِيَ و ما يظْهرْ،

و تقولُ ما بينَ السَّطرينِ،

و تبقى تقولُ و تقولُ لوْ شاءَ الجَسَدانِ

 أن التحَما في جلِّ معركةِ العِشقِ حينَ لا يفقهُ أحدٌ شيئا في الكَلماتْ،

و لا حتّى في شيءٍ آخر..!

أمَّا و إنْ باحْ هيامُكِ في شيءٍ، فإنّ لشفاهِكِ رشفةَ حبٍّ بينَ "القِبْلةِ" و "القُبْلة...!

زيديها إنْ شئتِ أنْ أَسْتَشْعرَ شيئًا، لربَّما حبّاً  أو أكثرْ!

أمّا الكلمات؟! تبّاً للكلماتِ أُكَرِّرُها...

فالأُذنُ في لحظِها صمَّاءٌ، لا تسمعْ !

يتعذَّرُ ذلكَ أحيانًا،

فَقوليها قُبَلاً إن شئتِ، و إنِّي في ذلكَ لا أجبركِ،

ذلكَ أنِّي ما اعتدتُّ أن أجبرَ أحداً على حبِّي..!

و صباحُ القبلِ ما انفكَّ يغدو جميلاً،

حين تكونينَ أوَّل ما أَرْتشفُ شهداً

ترسمُهُ الشَّفَتانْ،

 لعيونٍ و جفونٍ،

: أغرِقُهُما بالقُبَلِ، و إنْ تَسَلي ما الدَّاعي أقولُ

من غيرةِ حبٍّ مجنونٍ، لكنْ أرجوكِ لا تسلي أكثرْ !

هو اطمئنانُ النّفسِ رأتْكِ هنا بالقربِ القربِ...

أَلْبَسْتِها جسداً لعناقِ الّليل،

ما أجملَهُ لوْ يبقى،حتّى بعدَ الموتِ يتَتَبَّعُ أصداءَ

قلوبٍ قدْ سجدتْ يوماً للحبِّ !

و إنّي لذكرتُ الموتَ ليسَما حبّاً بالموتِ،

بلْ لعناقِ فراقِهِ ما أعظمَهُ !

رغمَ الحزنِ يرتسِمُ في فحوِهِ،

لكنّه يبقى جميلاً و طويلاً و عظيماً ثمّ عظيما !

إدمانٌ أنتِ لا شكَّ،

قد قلتُ بأنّكِ إدمانٌ و اليومَ أكرّرُ ما قلتُ.

كلّ ما فيكِ غيّرني، أتْعبنِي كثيراً..!

أذْكُر أنّي كنتُ أنيقاً، ما زلتُ، و أحبُّ الأشياءَ نظاماً،

إلّا شَعْرُكِ غيّرني...!

أنّى كانَ أحببتُهْ،

أعترفُ...!

أنَّ عَشْواءَه غيَّرني،

و أحبَبْتُ بأنَّهُ غيَّرَني،

أحببتُ يكونَ في كلِّ مكانٍ،

في كلِّ مكان ٍعلى جسدي،

في كلِّ مكانٍ و زمانٍ...!

أو حتّى  بينَ يديَّ...!

له أسوة حبٍّ و ثيابكِ لأعلَّقَهُ بين يديَّ انذاراً،

أنَّ البادئَ أنا و البادئُ أظلمُ إلَّا في الحبِّ !

أنا أبْديهِ، و أنا أنْهيهِ حينَ يحينُ الوقتُ،

و إنِّي لحسنِ الحظِّ لأراهُ بعيداً جدّاً جدّا !

بُعدَ العشقِ المكنونِ في القلبِ،

لي وحْدي،

و أنا فيمَا أملكُ مجنونٌ أعترفُ بوضوحٍ...

أعترفُ أنّي لا أسألُ، فذاكَ مباحٌ في الحبِّ !

و أنا في العشقِ أغارُ،

فأقاومُ ثمّ أغارُ،

و أحكاميَ في ذلكَ مبرمةٌ، ظالمةٌ حيناً،

و العدلُ في ذلكَ لا تسلي..!

هو أساسُ الملكِ فقطْ،  و ليبقى كذلكَ ما همِّي.

أمَّا أساسُ الحبِّ، أنِي أغارُ !

و العدلُ في ذلكِ ثقةٌ لأقاومِ أكثرْ؛

و بعدَ ذلك تُستَدعى الغيرة في الحبِّ إنْ تَسْألي أكثرْ...!

 هيٌ ظلمٌ لو شِئتِ توصيفاً للحرّيّاتْ،

فالحريّةُ في نظري شيءٌ أنَّها أنت.ِ...

لكن ما همّني إنّي لا أسألُ في ذلكَ أبداً؛

قولي أنتِ ما همّكِ إنْ كنتُ أحبّكِ

كلَّ الكمِّ منَ الحبِّ،

رغم الظّلمِ،

رغم الولهِ،

و رغم الدّمعِ،

و اعترفي مثلي أن الحبَّ منّا،

لغيرنا نحنُ،

هو تعريف الاستبداد...!

 

"كلمات ليست كالكلمات"

سليمان حدرج

 

Publié dans Détente

Commenter cet article